453 ـ ابن خلدون  (732 ـ 808هـ)  (1332 ـ 1406م)

عبدالرحمن بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن خلدون، أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الاشبيلي، الفيلسوف المؤرخ، عالم الاجتماع البحاثة. ينتمي إلى قبيلة كندة، وكان أجداده يعيشون في حضرموت قبل الإسلام. دخل أجداده الأندلس وعاشوا في أشبيلية، وبسقوطها انتقلوا إلى تونس.

ولد ابن خلدون في تونس سنة (732هـ) (1332م)، وفيها نشأ ودرس العربية والقرآن، والفقه والحديث، ودرس العلوم العقلية والمنطق. رحل إلى فاس وغرناطة وتلمسان والأندلس، وتولى أعمالاً منها: كاتب ابن إسحاق سلطان تونس عام (752هـ) (1351م)، ثم انتقل كاتباً لأبي عنان سلطان فاس عام (756هـ)  (1355م)، كما تقلّد مناصب مختلفة من أهمها كاتب سر السلاطين في غرناطة (764هـ)  (1362م). وعاد إلى تونس، حيث تفرّغ للإنتاج العلمي. وعزل نفسه لمدة أربع سنوات ألّف خلالها مقدمته المشهورة. غادر بعدها تونس متوجهاً إلى مصر عام (784هـ)  (1382م). فأكرمه سلطانها الظاهر برقوق، ووُلي فيها قضاء المالكية، ثم زار الأماكن المقدسة في الحجاز وعاد إلى القاهرة ثانية.

امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه الأقدمون، وعلى أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير، وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه.

كان ابن خلدون عالم اجتماع وهو أوّل من وضع علم الاجتماع على أسسه الحديثة، حيث خرج بنظرياته الاجتماعية حول قوانين العمران، ونظرية العصبية، وملاحظاته الدقيقة حول قيام الدول وسقوطها وأعمارها وأطوارها. وقد ذكر له المؤرخون كتباً مختلفة في الحساب والمنطق والتاريخ، ولكن أهم كتبه وأشهرها هو كتاب "العِبَر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر". يقع الكتاب في سبعة مجلدات؛ أولها: "المقدمة" التي تشغل ثلث حجم الكتاب، وهي التي حققت له الشهرة العريضة، وقد شملت الجغرافيا الرياضية والعمران، والفلك، والأقاليم السبعة، واثر الأقاليم والوسط الجغرافي في حياة البشر، والجغرافيا الاقتصادية، وأصول علم الاجتماع.

ترجمت المقدمة إلى الفرنسية وغيرها. ومن كتب ابن خلدون: "شرح البردة"، وكتاب في "الحساب"، ورسالة في "المنطق"، و"شفاء السائل لتهذيب المسائل". وله شعر.

توفى ابن خلدون في القاهرة سنة 808هـ/1406م.